أيها القصر
أين الكوكب الزاهر الذي كان يتنقل في أبراجك؟ أين النسر الطائر الذي كان يحلق في أجوائك؟ أين الملك القادر الذي كان يطلع شمسًا في صباحك، وبدرًا في مسائك؟
أين الأعلام والبنود تخفق في شرفاتك؟ والقُوَّاد والجنود تخطر في عرصاتك؟ أين الشفاه التي كانت تلثم ترابك؟ والأفواه التي كانت تقبل أعتابك؟ والرؤوس التي كانت تطرق لهيبتك؟ والقلوب التي كانت تخفق لروعتك؟
أين الصوت الذي كان يجلجل فيقرع أذن الجوزاء؟ ويهدر فتلتفت عيون السماء؟ أين الفلك الذي كان يدور بالسعد والنحس، والنعيم والبؤس، والرفع والخفض، والإبرام والنقض؟
كيف استطاع الدهر أن يمد يده إلى شملك فيبدده؟ وجمعك فيفرقه وسمائك فيكور شموسها؟ وأرضك فيزعج أنيسها؟
أين كانت أسوارك وأبوابك، وحراسك وحجابك؟ وكيف عجزت أن تمتنع على القضاء؟ وتصد عن نفسك عادية البلاء؟
ولم أرَ مثل القصر إذ ريع سريه ... وإذ ذعرت أطلاؤه وجآذره
تحمل عنه ساكنوه وهُتِّكَتْ ... على عجل أستاره وستائره.
0 commentaires: